انما العاجز من لا يستبد من القائل، من أجمل الأبيات الشعرية التي قيلت منذ العصر الجاهلي حيث تحمل رسالة سامية لإعلاء كلمة الحق وعدم الخوف من تمرد الظالم، ويشار إلى أنه من الأشعار التي لها بصمة تاريخية مميزة، حيث قدم لنا الشاعر درساً مهماً لنستفيد منه في مختلف مجالات حياتنا ونصحنا باستخدام الاستبداد في موقعه الصحيح لا للاعتداء على حقوق الآخرين بل لردع الظلم والفساد، عبر موقع ويكي عرب سنتعرف على انما العاجز من لا يستبد من القائل.
قصة انما العاجز من لا يستبد
جميع الأبيات الشعرية تحمل قصصاً مختلفة فالشاعر يستمد أشعاره من خلال المواقف التي قد يتعرض لها في الحياه وينقلها لنا بطريقة لطيفة وجميلة، حين ألقى أبي ربيعه عبارة أنما العاجز من لا يستبد كانت مجرد عبارة عابرة ولم يتوقع أن تأثر بشكل كبير في حياة أحد الأشخاص فقصة انما العاجز من لا يستبد تعتبر غريبة يشار إلى أنه بعد مئة عام استخدم هارون الرشيد هذه الأبيات بسبب حادثة مع عامة الناس يطلق عليه أبا العود حيث أمر الخليفة بصرف مبلغ مالي ولم يتم تنفيذ الأمر من قبل الحاجب وذات يوم زار أبا العود الرشيد وألقى عليه الأبيات الشعرية لأبي ربيعة:
ليــت هنــداً أنجزتنــا مـا تعـد **** وشـــفت أنفســنا ممــا تجــد
واســــتبدت مـــرّة واحـــدة ***** إنمــا العــاجز مــن لَا يســتبد .
فهم هارون الرشيد الرسال وظل يردد في الأبيات إلى أن سمعه الحاجب وارسل في طلب أبا العود وقام بإعطائه المبلغ الذي أهداه إياه الخليفة وزاد علية 20 ألف درهم منه.
من القائل انما العاجز من لا يستبد
في إطار الحديث عن من القائل إنما العجائز من لا يستبد هو عمر بن أبي ربيعة وهو من أشهر الشعراء في قريش كان كثير التغزل بالنساء ولُقب بالعاشق، كان يتمتع بالوسامة، تربى في أحضان والدته وكان المدلل لذا أتيحت له الفرصة للاختلاط مع الجواري ولم يخجل من إظهار اعجابه بالنساء حيث كان يستغل موسم الحج ليتغزل بهن وكان يتمنى أن يكون موسم الحج طوال العام حيث قال:
َليْتَ ذَا الدَّهْر كَان حَتْمًا علينا كل يَوْمَيْن حُجَّةٌ واعتمارا
اقرأ المزيد: من القائل اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك
معنى إنما العاجز من لا يستبد
يبحث المهتمين في الأدب العربي عن معنى إنما العجز لا يستبد حيث كان مقصد الشاعر الاستبداد في العدل أي استخدم قوتك كحاكم في تحقيق العدالة بين الجميع، فدوماً ما نجد أن الظالم هو من يفرض سيطرته دون أي رادع وكما يقول البعض أمن العقوبة وأساء الأدب، ولكن في الوقت الحالي العادل هو الضعيف ولا يستطيع فرض عدالته في وجه الظالمين حيث طالب أبي ربيع أن نتخذ موقف جدي وحازم ولو لمرة واحدة في سبيل دحر الظلم وقمع شوكة الظالم.
