ما مدى صحة حديث غيروا اعتابكم ترزقون، تتردد مقولة غيروا أعتابكم ترزقون على ألسنة الدعاة والناس، ويقصد بها نصيحة سيدنا ابراهيم عليه السلام لابنه اسماعيل عندما زار بيته، فوجد امرأته كثيرة الشكوى فقال تلك المقولة، ففهم سيدنا اسماعيل كلام ابيها فقام بتطليق زوجته، وأصبح الناس يرددونها ويتداولونها فيما بينهم، سنتعرف عزيزي القارئ على موقعنا ويكي عرب مدى صحة حديث غيروا اعتابكم ترزقون، وهل فعلا تغيير العتبة له علاقة بالرزق.
ما صحة حديث غيروا اعتابكم ترزقون
هناك مقولات كثيرة تنتشر بين الناس على هيئة حكم وتجارب تكون نتاج خبرات في الحياة قد تنطبق على كثير من الناس، علماً بأن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وهناك كثير من الناس يربط الرزق بأحداث في حياته، فعندما يسكن بيت جديد ويتعرض لمشاكل في حياته أو رزقه، فيجعل منه سببا لتدهور وضعه المالي، فيقوم بترك البيت، وبعد البحث نقول أن صحة حديث غيروا أعتابكم ترزقون لم تثبت في السنة النبوية ، إذ انه لا يوجد نص يدل على صحة علاقة الرزق بتغيير البيت.
معنى حديث غيروا اعتابكم ترزقون
لنوضح معا معنى حديث غيروا اعتابكم ترزقون حتى لا يحدث لبس لدى القارئ، ونذكر أن معنى العتبة في قصة سيدنا ابراهيم مع سيدنا اسماعيل الزوجة وليس البيت، وهناك حديث صحيح يقول فيه النبي ” الشؤم في ثلاثة المرأة، والفرس، والدار”، ويحرم الاسلام الطيرة والتشاؤم، وإنما يقصد الحديث ان تغيير البيت والزوجة والفرس أكثر ما يتطير به الناس، فمن وقع في نفسه شيء أبيح له تركه واستبداله، وعليه يوصي النبي بتغيير البيت أو المرأة أو الفرس حتى لا يقع في النفس شيء من علائق التشاؤم، فيكون ذلك بمثابة سد الذريعة.
أقرأ أيضا: فضل صلاة الضحى ووقتها ابن باز للرزق
من صاحب مقولة غيرو اعتابكم ترزقون
بعد البحث عن صاحب المقولة غيروا اعتابكم ترزقون لم تثبت لأي شخص معين باسمه، إنما يتبنى عدد من الناس عبارات ومقولات تصدر عن الأشخاص الحكماء أصحاب التجارب الكبيرة في الحياة، وتكون واقعا في حياة كثير من البشر، فتتداول العبارات كأنها مسلمات وأمثال شعبية، ويراعى في تلك العبارات أن لا تكون مخالفة للشريعة الاسلامية الغراء، وهذه المقولة من العبارات الخاطئة التي تخالف ديننا الحنيف تداولها الناس واعتبروها من المسلمات.
أقرأ أيضا: صحة حديث تفاءلوا بالخير تجدوه
قصة غيروا أعتابكم ترزقون
كما تحدثنا سابقا أن قصة اعتابكم ترزقون وردت عن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ذهب الى منزل ابنه النبي اسماعيل، فوجد امرأته كثيرة الشكوى، فأخبرها أن تقول لزوجها عندما يرجع أن يغير عتبة بيته، ففهم النبي اسماعيل ذلك عن ابيه، فطلق زوجته الأولى، وعندما جاء النبي ابراهيم عليه السلام مرة أخرى إلى منزل ابنه اسماعيل وجد امرأة شاكرة حامدة لله على نعمه ورزقه، فسره ذلك منها، ومن بعدها انتشرت هذه المقولة التي تقول غيروا اعتابكم ترزقون، ويقصد الناس العتبة البيت أو الزوجة، ولم يرد كما اخبرنا سالفا في السنة النبوية أي من صحة لهذه المقولة.
ختاما لايوجد لصحة حديث غيروا أعتابكم ترزقون في السنة النبوية، ولكن الانسان بطبعه يربط الأحداث في حياته بالأزمات التي يتعرض لها، علما بأن التطير والتشاؤم محرم في الاسلام، إذ انه جاء محاربا لعادات الجاهلية الأولى، ولكن لسد الذريعة لدى الناس وصى النبي بتغيير المنزل أو المرأة أو الأسرة بسبب ضعف النفس البشرية، ولكن النفس المؤمنة تعلم أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وما أصابها لم يكن ليخطأها.