ما هو أول عصر إسلامي ظهر فيه الإجماع، منذ بزغ فجر الإسلام وأنار العالم بالعلم والمعرفة ونور الحق أزاح الجهل والظلام من طريقه، ومنذ آنذاك الوقت ونحن نسير على خطى مصادر التشريع الممثلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ليأتي المصدر الثالث المعروف بالإجماع والذي يضم خيرة أهل العلم والمعرفة والدين للإتفاق على الأمور المختلفة المستجدة ليكونوا لنا عونا في السير على الطريق المستقيم وتجنب الوقوع بالأخطاء، نذكر لكم أول عصر بدأ فيه، ومعناه في الإسلام، وأركانه مع بيان بعض الأمثلة بالعصر الحالي عبر موقعنا ويكي عرب.
أول عصر إسلامي ظهر فيه الإجماع
لقد بدأ الإجماع من بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد عرفه المسلمين في القضايا التي يختلف عليها البعض، فيجتمع فيها المجتهدون والفقهاء للوصول إلى أمر متفق عليه، وكان أول عصر إسلامي قد ظهر فيه هو عصر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، حيث كانوا يجتمعون للوصول إلى حل أمر ما يخص الأمة الإسلامية ويختلفون فيه، فيتشاورون ويجتهدون حتى يصلوا إلى الحل المناسب، ويضم هذا الإجتماع العلماء والفقهاء وكبار الصحابة في ذلك الوقت وقد اتبعهم المسلمون في ذلك حتى يومنا الحالي.
ما هو الإجماع في الإسلام
الإجماع في الإسلام هو أحد مصادر التشريع في الاسلام، ذو أحكام كثيرة ومختلفة، ظهر نتيجة الكثير من القضايا المستجدة التي ظهرت بعد وفاة رسولنا الحبيب، وكان لابد من وجود مصدر إسلامي موثوق لحل القضايا المختلف عليها، لوجود أحاديث كثيرة يحث فيها الرسول المسلمين على اجماعهم على أمر واحد وتجنب الفرقة، ووفقا لما ذكره السبكي رحمه الله فإنه يعني الإتفاق ما بين مجتهدي الأمة على القضايا في أي عصر، ومخالفته حرام، ومن يخالف هذا الأمر بعد العلم به فهو يستحق عذاب الله.
اقرأ المزيد: ما حكم الدين في الزوج الذي يفضل اهله على زوجته
أركان الإجماع في الإسلام
للإجماع أسس وأركان يجب توافرها ليكون إجماعهم صحيح، فقد وضع فقهاء الدين والأصول أربع أركان ومن خلالها نكتشف الحكم الشرعي للحوادث الفريدة والجديدة التي لم تكن متواجدة في عصر الرسول وظهرت بعد وفاته، والتي اعتبرها علماء الدين بحاجة لتشريع ديني، أركان الإجماع بالإسلام هي:
- أهلية الإجتهاد.
- الاتفاق التام عليه.
- المجتهدون من علماء وفقهاء أمة محمد.
- الاتفاق تم عليه بعد وفاة الرسول.
أمثلة على الإجماع في العصر الحديث
لطالما اجتمع علماء الأمة للوصول إلى الأحكام الشرعية، وهذا الإجماع جاء في مرتبته بعد الكتاب والسنة بالأدلة الشرعية، وحتى عصرنا الحالي نلتزم كمسلمون فيما يجتمع عليه علماؤنا وما يتفق عليه مجتهدي الأمة، ومن الأمثلة عليه بالعصر الحديث:
- حرمة تمثيل الرسول والأنبياء بالأفلام والمسلسلات.
- أن الصلوات الخمس فرض على المسلمين.
- حرمة نكاح الأمهات والجدات ونحو ذلك.
- إنزال أولاد الابن لمنزلة الأولاد الصلبيين بحال الفقد بالميراث.
أهمية الإجماع في الوقت الحاضر
لقد حثنا الرسول للتماسك والتكاثف وعدم الفرقة والضغينة، لأن الاتحاد تحت رأي واحد قوة عظيمة، وهنا تكمن أهمية الإجماع أن نتفق على رأي الصواب والحكمة والدين، فالإجماع هو اجتماع خيرة أهل السنة والجماعة على قول واحد من سلفنا الصالح، وفيه يبطل الخلاف بين المسلمين، وفيه تكتسب الأحكام الاجتهادية إلزاما للعمل والتطبيق، وخاصة أن الوقت المعاصر لا يتوافر فيه ما اشترطه الأصوليون والعلماء للإجماع، ولهذا يجب علينا أن نتمسك بما اتفق عليه علمائنا بعد الكتاب والسنة ليكون طريقنا ودربنا صحيحا وعلى أصول التشريع الإسلامي.