ما هو المقصود بحد الحرابة، لقد وضع لنا المنهج القرآني أساسا متينا للمجتمع المسلم القويم، ووضع لكل جريمة حكمها وعقوبتها، ومنها الحرابة أحد المنكرات العظيمة والتي تستوجب عقابا رادعا ليكون مرتكبها عبرة لمن اعتبر، والحرابة هي الفساد في الأرض وقطع الطريق على الناس بالسلاح ونهبهم أموالهم وخيراتهم، نعرض لكم حد الحرابة بالإسلام وكيفية تنفيذه وحكمه وما وجده أهل العلم مطابقا له بالعالم المعاصر من خلال موقعنا ويكي عرب.
ما هو حد الحرابة في الإسلام
يطلق الحرابة على قطع الطريق على الأشخاص بغرض السرقة والنهب، وهو أمرا كان شائعا في شبه الجزيرة العربية بالزمن القديم، وكان ينتج عنه سفك للدماء وسبي للنساء وقطع للنسل وغير ذلك من الآثار السلبية، وقد تساءل البعض عن حد الحرابة في الإسلام، والحقيقة أنها محرمة بنص القرآن، ومرتكبها لا بد من القصاص منه إما بالصلب والقتل في حال قام بترويع الناس ونهب أموالهم وقتل منهم، أما إذا قتل فيقتل دون صلب، بينما إذا سرق مالا فتقطع يده.
كيف ينفذ حد الحرابة
اتفق العلماء بأن الحربة قوة مرعبة على الأرض يجب القضاء عليها، وبأن الحد عليها هو حد القتل أو النفي عن الوطن أو أن تقطع اليدين والساقين، وينفذ حد الحرابة بحسب الطريقة التي اتخذها المجرمين خلال تنفيذهم للجريمة، فمثلا جزاء القتل لا بد أن يكون القتل، ومن يخالق قوانين العدل فيقام عليه حد قطع اليدين والرجلين، ومن يتم القبض عليه وهو يقطع الطريق ويسرق ويقتل فعقوبته الصلب والقتل، ويشترط في ذلك كله إثبات إدانة المتهم، ويمكن الإفراج عن الجاني إذا تراجع عن فعلته أو كان نادما.
اقرأ المزيد: علام ما يدل اهتمام الإسلام بالخلق الحسن
ما هي الجرائم التي يلحقها أهل العلم في الوقت المعاصر بجريمة الحرابة
هناك الكثير من الجرائم المنتشرة بالعالم المعاصر، والتي ربطها علماء الدين بالحرابة، وتعد من أكبر الذنوب والمعاصي، والتي تهدد أمن وحياة البشر، وقد قرر الإسلام في شأنها أشد العقوبات ليتحقق الأمن والطمأنينة، ومن هذه الجرائم:
- الإرهاب.
- المغالبة على الأرواح.
- المغالبة على الأموال.
- المغالبة على كلا من الأموال والأرواح.
- قتل الغيلة.
- المغالبة على الأعراض.
هل حد الحرابة هو القصاص
قد يظن البعض أن حد الحرابة هو القصاص، وهذا خطأ شائع، فبينما يكون قتل القصاص هو العدل أي القتل بالقتل وهو ذاته بحد الحرابة، ولكن في حال القصاص من يتخذ هذا الأمر هو أولياء القتيل، قد يطالبون بقتله وينال عقابه أو يعفون عنه وينجو، أما حد الحربة بخلاف ذلك، فالقتل فيه لا يرجع به الإمام لأهل القاتل أو يستأذنهم لأن هذا حق وحد من الله، وفيه صيانة للأموال والأنفس من العابثين، وهكذا نعلم بأن كليهما يؤدون لقتل النفس وفيه تطبيق للحدود القانونية ولكن يختلفون في كيفية التنفيذ، فيمكن نجاة القاتل بالقصاص بينما لا يمكنه ذلك بحد الحرابة.
إن إقامة حد الحرابة يردع كل مفسد ومن تسول له نفسه الإعتداء على المسلمين وسلبهم مالهم أو أنفسهم أو أعراضهم، ويجعل المجرم عبرة للآخرين، فلكي يسود الأمن والطمأنينة لا بد من القضاء على المفسدين والمجرمين وتحقيق العدل على الجميع.