هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله، يبتلي الله عز وجل المؤمنين من عباده بابتلاءات كثيرة وذلك من أجل أن يختبر صبرهم وتحملهم ورجوعهم في كل صغيرة وكبيرة إلى الله عز وجل، حيث كان الأنبياء أكثر الناس بلاء وهم أنبياء وهناك اعتقاد سائد بين الناس أن كثرة الابتلاءات تدل على غضب الله عز وجل وأيضاً من يعتقد أن كثرة الابتلاءات هي دليل على صدق الإيمان، وسوف نناقش بالتفصيل في المقال التالي عبر موقع ويكي العرب هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله.
هل كثرة الابتلاءات تدل على غضب الله
أكثر الذين ابتلوا على مر التاريخ هم الأنبياء وهذا دليل واضح على أن الابتلاء ليس غضب من الله عز وجل، حيث قال أمين الفتوى في الأزهر الشريف أنه قد تكون الابتلاءات تكفيرا للذنوب ورفعا للدرجات، وعلى كل انسان يبتلى عليه أن يصبر ويحمد الله على الابتلاء ويسأل الله العفو والعافية ولا يفسر ذلك الابتلاء على أنه غضب من الله عز وجل، فالله عز وجل يختبر عباده ليختبر صدق إيمانه، حيث يقول في كتابه العزيز: “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين”.
اقرأ المزيد: آيات الموت والصبر في القرآن الكريم
كيف أعرف ان الله يختبر صبري
يأتي الابتلاء على شكل نوعين كما وضحه الإسلام فالنوع الأول يصيب الابتلاء الإنسان الصالح بعد عمل الطاعات وهذا الابتلاء خير حيث يصيب الله به الإنسان الصالح لكي يرفع درجاته ومنزلته في الجنة، أما الابتلاء الثاني وهو الابتلاء الشر فيصيب الإنسان بعد أن ارتكب الذنوب والمعاصي قد يصيبه الله عز وجل بالابتلاءات تكفيرا عن هذه المعصية حتى يتوب إلى الله عز وجل ويستغفر الله ولا يرجع إلى المعصية التي ارتكبها فيكون هذا الابتلاء درساً له لكي لا يكرر عصيانه لله.
هل الابتلاء دليل على حب الله لك
جاء في الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل هذا دليل على أن الابتلاء هو محبة الله عز وجل لكي يرفع عبده درجات في الجنة ويخبرهم يمحصهم ويعرف من الصابر المحتسب ومن الذي يجزع فالصبر مدرسة لا يستطيع الكثير أن يتقنها ومن يصبر ويحتسب يكون قدوة لغيره من الناس، وبهذا يؤجر على هذه القدوة الحسنة.
ما هو سبب طول البلاء
يبتلي الله عباده الصالحين يمحصهم ويميز منهم الصابر المحتسب الذي لا يجزع من العاصي لهذه الابتلاءات، وقد يطول البلاء على الإنسان ويشتد ويرجع ذلك إلى عدة أسباب نذكرها على النحو التالي:
- الذنوب الكثيرة التي ارتكبها الإنسان واستخف بها وهو لا يعلم مجاهرة الإنسان بالمعاصي والتباهي بها،
- ارتكاب الفواحش والظلم فإن الظلم ظلمات والتسلط على العباد وحقوقهم، التكبر و تعيير المسلم والشماتة منه.
ابتلاء الله عز وجل للناس ليس دليل على غضبه منهم، وإنما دليل على حبه لهم، وزيادة درجاتهم ومنازلهم في الجنة وتكفيرا عن ذنوب لا يعلمون عنها شيئاً، وذلك عندما يحتسب هذا الابتلاء ويصبر عليه، ولا يجزع منه أبدا ويردد دائما الحمدلله على كل حال.